فتاة في المرحله الجامعيه في السنه الاخيره تعرفت على فتاة تدرس في الصف الثاني ثانوي من خلال تدريسي لها في التربيه العمليه وفي اليوم الاخير طلبت رقمي بقصد الخير لمساعدتهافي المصلى وجرت الاتصالات بيننا ولكن لا ارى تشجيعا من اهلي فهم يقولون يجب ان لااكلمها لانها اصغر مني سنا مع انهم يعلمون انها على خلق رفيع ويعلم الله اني استفيد منها فهل استمرمعها ؟ اريد حلا وجزاكم الله خيرابسم الله الرحمن الرحيم
أختي الكريمة ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أشكرك أختي على ثقتك ، وأعتذر إن تأخرت في الرد ، ومثلكم يعذر بارك الله فيكم ..
نعم .. إن العلاقة القائمة في ذات الله من أقوى الروابط وأصلبها ، وقد جعل الله تعالى ثوابها أن يكون أصحابها في ظله يوم القيامة ..
ولك أن تتخيلي يا أختي هول المشهد يوم القيامة ... حشد مهول !! الخلائق كلها مجتمعة ومزدحمة أنفاس وأصوات وآهات .. الخلائق من لدن آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، إنس وجن وملائكة وطير وحيوانات وأمم لا يحصيها إلا الله تعالى .. والشمس قد دنت من رؤوس الخلائق .. والكرب قد بلغ مبلغاً ، والناس في عرقهم بحسب أعمالهم منهم من يبلغ عرقه إلى كعبيه ومنهم من يبلغه إلى حقويه ومنهم من يلجمه إلجاماً !! والناس كلهم عراة واقفون وجلون في كرب شديد يدوم خمسين ألف سنة !!
في هذا المشهد المهول العظيم ، يكون المتحابون في الله في ظله تعالى آنسين فرحين لا يصيبهم ما يصيب غيرهم من كرب وعناء وشدة ..
هل تأملتِ أختي عظيم ثواب المحبة في الله ؟!
ما حازت المحبة في الله على هذا الثواب العظيم إلا لكونها شديدة تحتاج إلى تجرد لله من حظ النفس وشهواتها ؛ بحيث تكون العلاقة كما في حديث السبعة ( تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه)) ..
إن العلاقات لا بد وأن تبنى على ذات الله تعالى لأجل أن تثمر في الدنيا بالطاعة وفي الآخرة بالثواب الجزيل .. { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} ..
ومن هنا فلا بد لنا من الانتباه إلى هذا القيد ( اجتمعا عليه وتفرقا عليه) بمعنى أن يكون الرابط في العلاقة ما يؤدي إلى طاعة الله تعالى ومرضاته ، وأن نحذر العلاقات التي منشؤها الإعجاب أو التعلق ، ولذلك صور كثيرة ، وتقع بين الفتيات كثيراً ، والله المستعان ..
أن بعض العلاقات وخصوصاً ما يقع بين الفتيات قد تكون في ظاهرها للخير وفي الله تعالى ، ولكنها في الباطن بخلاف ذلك ، ويستدرج الشيطان الفتيات للوقوع في براثن أمثال هذه العلاقات بمسمى الحب في الله وهي في أساسها قائمة على التعلق والغرام والعشق والوله ..
ومما يدل على صفاء العلاقة لله من عدمها ، أنه لو رأتِ الفتاةُ صديقتها التي تحبها في الله مع أخرى تتحدث معها وتمازحها وتهدي لها الهدايا .. ما الذي سيقع في نفسها ؟
إن شعرتْ بالغيرة في قلبها وأحبت أن تكون هذه الفتاة لها وحدها وصديقة لها دون غيرها .. هنا نقول بأن هذه العلاقة قد قامت على أساس التعلق وليست في الله ..
وكذا تنظر حينما تلتقي مع صديقتها التي تحبها في الله أو تهاتفها بالتلفون ، ما الذي يدور بينهما من حديث ؟ إن كان الحديث حول قيل وقال وفلانة وعلانة وسوالف وأحاديث عن الأحلام والأماني والمدح .. فهذه علاقة ليست في ذات الله تعالى ..
نعم .. إن صور التعلق كثيرة ، وأساسها الشهوة .. ولا أعني بالشهوة هنا ما يتبادر إلى بعض الأذهان من شهوة الجسد ... بل الشهوة شاملة لأشياء كثيرة ، منها شهوة الجسد - وهذا أمر خطير جداً- ولكن لا يقل عنه خطورة شهوة التملك وحب السيطرة على الآخرين ، وشهوة التعلق والغرام ...
أما ما يتعلق برسالتك ، فقد ظهرلي من خلال رسالتك أن علاقتك مع تلك الفتاة كانت مثمرة وبناءة وأنها قامت على الخير ...
والواجب عليك أن تنظري في أمر هذه العلاقة دائماً ؛ لأجل أن تكون خالصة لله تعالى .
أما ما يتعلق بموقف الأهل ، فالأمر لم يزل غامضاً بالنسبة لي .. لماذا يريدون منك مقاطعتها ؟ هل يعرفون عنها أو عن أهلها شيئاً ؟ ، هل يجدونك تطيلين الحديث معها عبر الهاتف ؟
هناك أشياء كثيرة لم تفصح عنها رسالتك ، وعموماً ، فلا بد لك من أن تنظري - كما قلتُ لك - في أمر هذه العلاقة دائماً ..